الشهيد ثائر زكارنة - السحو -
الشهيد - جهاد زكارنة -السحو -
الشهيد عز الدين زكارنة - السحو - (يمين) مع رفيق دربه الشهيد عمار زكارنة
الاستشهادي محمد محمود بكر نصر
الشهيد صلاح الدين عبد الرازق نصر بكر
------------------------------------------------------------------------------
أم ثائر السحو خنساء فلسطينية جديدة من بلدة قباطية انضمت لقائمة خنساوات فلسطين بعدما ودعت الشهيد الثامن في عائلتها والثالث من ابنائها في نفس يوم تحرر ابنها حسني محمد حسني عويضات السحو من سجون الاحتلال الاسرائيلي لتتحول لحظات الفرح بتحرره لحزن ودموع في وداع ابنها عز الدين الذي امضى اليوم الاخير من حياته مع والدته يشاطرها كما تقول لحظات الفرح وهي تنتظر الافراج عن شقيقه حسني . وقد حرم من تحقيق حلمه بلقاء اخيه عندما اغتالته قوات الاحتلال مع رفيق دربه الشهيد بلال كميل قائد سرايا القدس في عملية خاصة في بلدة قباطية .
امضت الوالدة ام ثائر ذلك اليوم في التجهيز لاستقبال ابنها حسني وسط مشاعر الفرح والسعادة بانتهاء رحلة معاناته وعذابه . وقد اصر ابنها عز الدين على الحضور للمنزل رغم مطاردة قوات الاحتلال له ليرفع معنويات والدته ويمدها كما تقول بالمزيد من العزيمة والصبر ويبعث في قلبها مشاعر الفرح التي لم تعرفها على مدار السنوات الماضية و كانت محرومة منها جراء استهداف الاحتلال لابنائها وملاحقتهم واعتقالهم تارة او اغتيالهم وتصفيتهم تارة اخرى . تقول ام ثائر : حضر عز الدين وادخل الفرح لقلبي بكلماته وحنانه وحبه ليخفف من عذابي وانا اتحرق شوقا لعناق حسني ولكن لم اكن اعلم ان تلك اللحظات الاجمل ستتحول الى حزن والم ولن يشاركني بها عز الدين الذي غادر المنزل وهو يقول لي غدا سنقيم حفلة كبيرة لحسني فحقق وعده ولكن بطريقة اخرى فقد اقام حفله كبيرة لنا في قباطية ولكنها كانت مسيرة تشييعجثمانه الطاهر بعدما اغتالته قوات الاحتلال مع رفيق دربه الشهيد القائد بلال كميل ليلتحق بركب الشهادة محققا الامنية التي لم يتوقف عن الجهاد في سبيلها حاملا رايات شقيقيه واخواله وعمه وابناء عمه الذين رووا بدمائهم ثرى قباطية وارض فلسطين على مدار سنوات الانتفاضة .
وداع الاحبة
لم تضعف او تبكي ام ثائر وهي تودع فلذة كبدها الثالث بل ودعته وهي تتضرع لله ان يتقبله شهيدا فقد رفض كما تقول كل عروض الزواج في ظل اشتداد الملاحقة له كشقيقيه اللذين سبقاه في الشهادة . وفي الغرفة الخاصة التي زينها عز الدين وقبله اشقائه ثائر وجهاد قبل استشهادهم بصور الشهداء ، جلست تستعيد الذكريات تتحدث بمعنويات عالية فقالت : في 30-8-1989 ولد عز الدين في اسرتنا المكونة من 10 انفار ليكون السادس في ابنائي. تربى على حب وطنه وشعبه وقضيته، وفي سن مبكرة انخرط في حركة الجهاد الاسلامي بشكل سري و كان يشارك في كل المسيرات والمواجهات التي تشهدها قباطية ، وفي اعقاب استشهاد شقيقه جهاد احد قادة سرايا القدس اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا في شهر تشرين الثاني عام 2005 وقامت باعتقاله وحكم بالسجن 3 شهور ، وتضيف : فور خروجه من السجن انخرط في سرايا القدس فكان يعمل في النهار في حسبة قباطية ويمضي ساعات الليل في مقارعة المحتل حتى داهمت قوات الاحتلال منزلنا في 7-10-2007 وعندما لم يجدوا عز الدين ، وللانتقام منا والضغط عليه لتسليم نفسه ، اعتقلوا ابني حسني وجرى تحويله للاعتقال الاداري.
محاولات اغتيال
وتتذكر الوالدة ان ابنها عز الدين رفض تسليم نفسه و تقول : تكررت حملات الدهم والتفتيش لمنزلنا وتهديدنا بتصفية عز الذي واستمرت ملاحقته ونصب الكمائن له فكانوا يحتلون المنازل المجاورة لنا ويلاحقونه من بيت لاخر وفي احدى الليالي تسللوا للحارة التي يقع فيها منزلنا ونصبوا الكمائن ولدى مرور المسن المعاق تيسير كميل 50 عاما قربه اعتقدوا انه عز فاطلقوا النار عليه واستشهد.
يوم الفرح والحزن
قبيل منتصف ليل السادس عشر من نيسان غادر عز الدين منزله بعدما اطمان كما تقول والدته على كافة التجهيزات لاستقبال شقيقه حسني ،"ولم يغمض لي جفن من شدة شوقي لحسني ، ولانني سمعت ان قوات الاحتلال كانت تحاصر مطلوبين من سرايا القدس شعرت بالتوتر والقلق على عز الدين الذي امضى ساعات طويلة يمازحنا ويتحدث عن فرحته بعودة حسني ".
اما حسني فيقول انه كان يعيش في معتقله "النقب " الساعات الاخيرة قبل لقاء اسرته حتى انه لم يتمكن من النوم بانتظار لحظة خروجه ، ويضيف : في السادسة صباحا ابلغتني الادارة بانه سيفرج عني فعلا وفرحت كثيرا لان الحلم سيتحقق واعود لاسرتي ولكن لم تدم تلك اللحظات سوى نصف ساعة فقد بثت اذاعة القدس من غزة خبر استشهاد اخي عز الدين وبلال فحزنت كثيرا وتمنيت ان تنتهي اجراءات الافراج عني بسرعة لاعود لوالدتي واخفف عنها صدمة وعذاب تلك اللحظات .
تقول ام ثائر : الاحتلال كان لنا بالمرصاد وتحولت مع اشراقة الشمس لحظات الفرح الى حزن والم ، عندما علمت ان قوات الاحتلال تمكنت من اغتيال ابني عز ورفيقه بلال صبرت وصمدت ، ولكن ما المني ان حسني لم يتمكن من الوصول لمنزلنا ومشاركتنا وداع عز فقد ماطلت قوات الاحتلال في الافراج عنه .
يقول حسني : اخروني بشكل متعمد فشعرت بقهر وغضب شديد، وكان قلبي يتمزق خوفا وحزنا على والدتي ووصلت المنزل بعد ساعات من تشييع عز وتوجهت لامي لاعانقها وارفع معنوياتها فوجدتها كما عرفتها دوما شامخة صابرة وصامدة . عانقتني وهي تحبس دموعها وتقول لي : عز كان ينتظرك يوم امس وكان سعيدا للافراج عنك . واضافت : اليوم ودعت اخاك شهيدا واستقبلك محررا من سجونهم ، اللهم اجعلنا من الصابرين .
ام الشهداء
وكانت ام ثائر ودعت خلال انتفاضة الاقصى ابنها ثائر شهيدا .
تقول ام ثائر : بعد انخراطه في كتائب شهداء الاقصى اعتقل عام 1993 لعدة اشهر وبعد الافراج عنه اصبح مطلوبا لقوات الاحتلال التي تمكنت من اغتياله في 19-2-2003 ’ اما ابني الثاني جهاد احد قادة سرايا القدس فقد انخرط في الجهاد الاسلامي واعتقل خلال انتفاضة الاقصى 25 شهرا وما كاد يغادر السجن حتى بدات قوات الاحتلال بملاحقته حتى حاصرته في 30-10-2005 مع رفيقه ابن سرايا القدس ارشد كميل ورفضا الاستسلام واستمرا في المقاومة حتى استشهدا وقوات الاحتلال لم تكتف باغتياله فقد اعتقلت والده المسن 4 شهور اداري .
وفي مشوار عمرها المثقل بالحزن والالم ودعت ام ثائر ايضا شقيقيها شهيدين .
تقول ام ثائر : شقيقي محمد نصر استشهد في 12-8 -2001 عندما نفذ عملية في حيفا كما استشهد اخي عمر عبد الرؤوف زكارنة في 17-10-2006 في قباطية كما استشهد شقيق زوجي ربحي حسني محمود عويضات في 15-1-2003 خلال عملية للاحتلال بقباطية ، اما ابن سلفي الشهيد ابن سرايا القدس عمر عبد الرؤوف فاستشهد في 17-10- 2006 ، وتضيف : كل هذه التضحيات لن تذهب هدرا ونعاهد الشهداء ان نبقى على عهدهم ودربهم سائرين حتى رفع علم فلسطين فوق تراب دولتنا المستقلة ، وتحقيق امنيات الشهداء وجميعنا شهداء مع وقف التنفيذ .